بُكـــــــــاءُ الشـُـــــــــموعِ

إحتل الظلام غرفتي ...
فصرت أنسج همي بدفتري ...
وكنت أبكي يومها وحدتي ...
فقمت بتثاقل وتضجر ...
وأخرجت من الدرج شمعتي ....
فأشعلتها وسألتها ألا تبصري !!!
بكت !!! وقالت أنت تبصر بحرقتي ...
أضيئ لك بحرقةٍ وتصبرٍ
قلت وقد زاد عجبي وحيرتي ...
ما الذي أبكاكِ ... ماذا تذكري ..!!
أجابت .. أنت أشعلتني فأنزلت دمعتي ..
فسألتني .. ما الذي أبكاكَ بهمٍ وتحسرٍ ..!!
قلتُ .. حبيبَتي أشعلتني فأنزلت دمعتي ...
فعُدتُ سائلاً .. ما الذي حرمَكِ أن تُبصِري ..!!
أجابت .. قد أخفَت عيني دمعتي ...
فبدأتُ أَبكي و أشكي لها تكسري ..
يا شمعتي .. لا تبكي فأنا مثلُكِ ..
أبكي لها لأُلين قلبَها المتحجرِ ..
وأُشعلُ لها عيني لتُبصِرَ دربَها المتَعَتِمِ ..
كما تلقين الدَمعَ على صحنٍ مُتَحَجِرٍ ..
وكما تُشعِلينَ عينَكِ لأبصِرَ في ظُلمًتي ..
تحبِسُني هي وبقيدِ الشَوقِ تَأسِرُني ..
وكما ألقيكِ في ظُلمَةِ الدُرجِ ..
أبكي لها وأتهِمُها بالظُلمِ والغَدرِ ..
وأشكو لها ضَعفي وقِلًةَ حيلتي ..
وأُهدِرُ عُمري بالهَمِ والقَهرِ ..
كما تبكين وتُلقين على عاتقي فَقدَ البَصَرِ ..
وكما تشكينَ وتُمِدينَ ظُلمَتي بالنورِ ..
وتُهدِرينَ عُمرَكِ لتجعيني أُبصِرُ دفتري ..
أطفأتُ قلبي بها وأشعلتُ لها عمري ..
وكما ساُطفِئُكِ لو أضاء قِنديلُ غيرُكِ ....
ستُطفِئُني هي لو أضاءَ قِنديلُ غيري ..!!!